المكان: غرفة السفرة لاسرة مصرية متوسطة الحال تسكن في احدى احياء مصر القديمة
الزمان: شتاء ٢٠١٩
الشخصيات: عبد الرءوف – الأب في السبعين من العمر يرتدي بيجاما شتوي وروب وكوفية
حنان – الأم في آواخر الستين من العمر ترتدي جلباب نوم شتوي وروب وشال
خالد – الابن الأوحد لهم في الخامسة والثلاثين من العمر – يعيش في الخارج منذ سنوات – متزوج وليس لديه ابناء
الاحداث
يجلس عبد الرءوف (عبده) وحنان على السفرة مساءا لتناول طعام العشاء. يجلسان في ضجر في الظلام حيث ان النور مقطوع. هناك شمعة مضاءة على السفرة لتكسر حدة الظلام.
حنان: متاكل ياراجل مالك
عبده: الاكل بارد
حنان: يوووووه هو انت ماوركش غير الشكوى
عبده: (ينظر اليها في ضجر ولا يجيب)
حنان: النور قاطع وانا مش هقوم اسخن الاكل تاني في الضلمة، مانا قاعدة اقولك يالا عشان نتعشى من بدري وانت اللي بتتلكع
عبده: اعمل ايه ياحنان، مليش نفس، الواد خالد وحشني اوي، المجرم ده راح ،قال عدولي
حنان: (تقول له مداعبة) ياراجل ماهو بيكلمنا كل يوم بالفيديو، كل كل بلاش دلع، لحسن لو انت مكلتش انا كمان مش هاكل
عبده: خلاص خلاص هاكل اهوه (يأكل ببطئ دون نفس)
وفجأة، يسمعان صوت مفاتيح في الباب
حنان: ياتري مين اللي .....خاااالد يا حبيبي
عبده: (يقف متسمر في مكانه ودموع الفرح في عينيه ويعلو وجهه ابتسامة شوق وحنين)
(يجري خالد على والديه ويحتضنهم في لهفة والدموع تنهمر من عينيه)
خالد: وحشتوني اوي أوي
عبده: اومال فين مراتك يابني مجتش معاك ليه
خالد: دي حكاية كبيرة يابابا، بعدين بعدين
حنان: تعالى ياحبيبي كل لقمة تلاقيك جاي من السفر جعان
خالد: عاملين ايه اكل
عبده: أمك بتاكلني مسقعة بايتة وكمان الاكل بارد
حنان: (موجهة الكلام لخالد): اسخنلك الاكل ياحبيبي
عبده: (ينظر لحنان في دهشة): بقى كده، يعنى عشان حبيب القلب جالك هتقومي في الضلمة تسخني، خاليكي ياختي وانا هقوم انا اسخن واشبعي انتي من حبيب قلبك
(يقوم عبده ويأخذ طبق المسقعة الكبير الي المطبخ، وفجأة يسمع خالد وحنان صوت طبق بيتكسر في المطبخ)
(تقوم حنان مفزوعة من مكانها) حنان: عبده، عبده انت كويس ياحبيبي؟!!
عبده: (يأتي من المطبخ) معلش الطبق وفع مني
حنان: فداك ياحبيبي الف طبق، المهم انت كويس، جارلك حاجة؟
خالد: ياسيدي ياسيدي على الحب والغرام
حنان: بس ياواد، ابوك ده هو الأصل، ده حب عمري
خالد: ٤٠ سنة جواز ماشاء الله ولسه بتحبه بعض كده
عبده: امك دي انا لو لفيت الدنيا مش هلاقي زيها، ست ولا كل الستات،،،مقلتليش برضه فين مراتك
خالد: بصراحة يابابا انا كنت بفكر اني اطلقها
عبده وحنان: (في دهشة): تطلقهاااا؟!!!!
خالد: مش عارف، الغربة والعزلة اللي احنا فيها بعدت مابينا، كل واحد مشغول في شغله، حاسس ان مبقاش في حب مابينا زي زمان....بس بصراحة بعد ماشفتك انت وماما وكل الحب والحنية اللي بينكم بعد السنين دي كلها، خلاني افكر من أول وجديد، انا عايز افضل متجوز، عايز أقرب تاني ونبني سنين وعشرة جميلة زيكم
(فجأة النور يجي ويبتهج الجميع)
خالد: ايه ده ياماما ايه اللي جاب الطيارة الورق بتاعتي وانا صغير هنا على بوفيه السفرة
حنان: كنت باوضب البلاكار بتاعك ولقيتها، فاجبتها هنا قدمنا عشان كنت وحشنا
خالد: فاكر يابابا لنا كنت بتطلع معايا فوق السطوح ونلعب بيها سوا، وفاكر لما حبل الطيارة شبك في الأريل وانا قعدت اعيط بس انت فكتهالي
عبده: فاكر طبعا
خالد: طول عمرك بتحللي مشاكلي، حتى لغاية دلوقتي، ربنا يخليكو ليا
النهاية
Comments