top of page
  • baker

عالية غرارة

Updated: Apr 6, 2020


هذا السكريبت إهداء إلى،

أنيسة عمري يارا زيدان وهو مستوحى من مدى حبها لجدها الرحل "جدو زيدان" والعديد من مناقشتهم في المواضيع المختلفة.

هذه أول تجربة لي لكتابة مسرحية صغيرة واتمنى أن قارئي المسرحية من قسم المسرح في الجامعة الأمريكية عدم الملل عند قراءة ما كتبته والندم على قبول اشتراكي … كل الشكر لهذه التجربة الرائعة ولم أكن أعلم أن كتابة السكريبت بهذة الصعوبة. وأيضاً، إذا كانت كتابتي في غاية السوء، أرجو إرسال نقض كامل لكل المشكلات في المسرحية.

- عالية غرارة

المنظر: غرفة معيشة تحتوي على أثاث من طراز ستينات القرن الماضى. يجلس الحاج زيزو على المنضدة بجواره كوب من الشاي ومندمج في مسلسل المسائي على القناة الأولي المصرية.

{ يسمع الحاج صوت طرقات شديدة على الباب}

الحاج زيزو: {يهمهم ويتجه لفتح الباب} يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم… بتاع الزبالة ده مش هيبطل خبط !

الحاج زيزو: {يرفع صوته من شدة الفرح} يارا حبييييبة جدو... ايه المفاجأة الحلوة دية !!

يارا: جدو حبيبى وحشتنى اوى {تقوم يارا بحضن جدها}

{يدخل الحاج زيزو و وراءه يارا تحمل كيس ويتجهون نحو الكنبة في غرفة المعيشة.

الحاج زيزو: كده يا يارا متسأليش علي جدو طول الفتره ديه !

يارا: والله يا جدو انا لسة اخده الأجازة وكنت طول الشهر الي فات مذاكرة عشان الامتحانات ومكنتش عارفة أجي أزورك.

الحاج زيزو: ولا يهمك يا حبيبتي إن شاء الله تكوني عملتي كويس وتخلصي الجامعة على خير وتبقى دكتورة قد الدنيا.

يارا: يا رب يا جدو ومتنسناش فى دعواتك بقى … الجامعة صعبة جداً وشغلها مبيخلصش

الحاج زيزو: طيعاً يا حبيبتى ده أنا مبعملش حاجة غير أن بدعي لك أنت وبابا وماما. المهم انت تخصصك ايه؟

يارا: إقتصاد يا جدو

الحاج زيزو: ماشاء الله يلا ربنا يوفقك ومتخافيش السنين بتجري وتقولي ولا يوم من أيام الجامعة

يارا: والله يا جدو مظنش ان الجامعة هتوحشني خالص !

الحاج زيزو: هتشوفي أسأل مجرب … المهم أيه الكيس ده؟ انا شامم ريحة جميلة صحيتي عصافير بطني.

يارا: دول يا جدو سندوتشات فول وطعمية من بتاع الفول الي عندنا فى المنطقة، ماما قالت لي ان حضرتك بتحب السندوتشات بتاعته اوي فقلت بقي اجيب لك ونتعشى مع بعض.

الحاج زيزو: يا حبيبة قلبي مكنش له لزوم كل ده … استنى هروح اجيب لينا اطباق ونقعد ناكل ونحكي شوية.

{يذهب الحاج زيزو ثم يعود وحامل طبقين في يد وفي اليد الأخرى يحمل شمعة}

يارا: إيه يا جدو الشمعة ديه ؟ ده جو رومانسى بقي ولا ايه؟ انا مش قد الدلع ده !

الحاج زيزو: دي عاده بقى قديمة مع جدتك الله يرحمها كنا لازم وقت العشاء نولع شمعة كنوع من الشاعرية واحنا بناكل

يارا: الله يرحمها … ماما قالت لي انكم اتجوزتوا عن قصة حب

الحاج زيزو: اعرفها وبحبها بقالي ٤٧ سنة … ياه كانت ايام

يارا: مش هتحكيلي ازاي تقابلتم؟ {تخرج يارا الطعام وتبدأ بوضعه في الأطباق}

يبدأ الحاج زيزو القصة: كنا جيران بس مش في نفس العمارة هي كانت ساكنه في العمارة الى قصادي

يارا: ايه ده طيب وازاي وصلت لها؟

الحاج زيزو: انا اول مره شفتها حسيت بحاجة جوه قلبي كنت أنا خمسة وعشرون سنة وبشتغل موظف فى البنك وهي كانت في السنة الثانية في الجامعة … المهم اول مره اتكلمنا فيها زعقت لي …

{يارا ترد بنبرة ضاحكة ومندهشة}: ايه ده ليه ؟؟

الحاج زيزو: كنت بجري مستعجل عشان اخد ابويا الي الدكتور وكنت متأخر عليه وابويا اكثر حاجة تعصبه التأخير في المواعيد … المهم هي كانت طالعة من عند الفكهاني الي تحت عمارتنا وقمت خابط فيها من غير قصدي وقامت وقعة … فضلت اعتذر واحاول ألم الفاكهة الي وقعت وهي اتعصبت جدا وقالت لي مش تفتح يا افندي قمت مكرر اعتذاري وسكتت لما حست بالأسف في عيني. من لحظتها حسيت ان البنت القوية الجبارة دى اخدت قلبي.

يارا: طيب وحاولت تكلمها ازاي بعد الموقف ده؟

الحاج زيزو: هي أول حب في حياتي ومكنتش عارف كيف الواحد يتصرف في المواقف الي زي ديه … فسألت واحد صاحبي كان كل البنات هتتجنن عليه وكان زي ما بيقولوا كدة "مقطع السمكة وديلها"... المهم قالي على فكرة عجبتني على أساس بقي ان جدك كان خايب ومش بتاع غراميات وقام قال لي ان ابعت لها جوابات سرية… انا بقي عجبتني الفكرة على اساس ان انا كنت شخص خجول مع البنات وما سبق اني اتكلمت معاها قبل كدة غير يوم ما زعقت لي. وصاحبي قال لي ان البنات بتحب الشاب الغامض وأن البنات غاوين مغامارات ويفضلوا يلفوا حوالين نفسهم

يارا: لسه فاكر اول جواب كتبته لها؟

الحاج زيزو: طبعاً في حاجات يا بنتي عمرها ما تتنسى … أول جواب كان وحش اوي ومكنتش عارف لا اعبر ولا نيلة ! جدك كان خيبة اوى وقعدت اكلمها عن جمال عينيها ورقة شفايفها وانها احلي بنت شافتها عيني وكلام الأفلام ده. أول جواب مجبش أي نتيجة ولا العشرة جوابات الي بعدها جابت اي نتيجة عشان كانو نفس الرغي وكنت ببعت لها الجواب عن طريق الصبي بتاع الفاكهة عشان هي كانت تنزل كل خميس تجيب الفاكهة للبيت.

يارا: طيب ما الجوابات ممكن كانت تكون تبسطها بس هي مش عارفة مين صاحب الجواب ! حظك ان صبي الفكهاني ما قال لها مين صاحب الجوابات.

الحاج زيزو: الواد حمادة الصبي كان كلب فلوس وكنت بضطر اديله فلوس عشان ميتكلمش ومن ناحية انها تعرف مين قررت ان ابدأ بالتدريج أوضح لها عن صاحب الجواب… المهم بدأت اكتب لها عن ملامحي ومافيش اي استجابة و الجواب الي بعديه بدأت اوضح اكثر فقلت عن وظيفتي وبرضه مفيش اي رد واكيد كانت بتقول بينها وبين نفسها مين الولد الهايف ده اصل جدتك اول مره شوفتها كنت تحسي انها بنت جد كدة ومحدش يقدر ياخد ويدي معها بسهولة ولكن طلع العكس تماماً وانا بس الي كنت عبيط وخايف يلا شباب بقي وقلة خبرة …. وكان ده الطبيعي عشان هي كانت من البيت للجامعة ومن الجامعة للبيت …

يارا: يوووه … طيب وعرفت ازاي !

الحاج زيزو: انا بدأت التوضيح لحد ما كنت خلاص هقول لها على اسمي ونزلت اعطي لحمادة الجواب وانا واقف لقيت حد بيخبط على ظهري … التفت ولقيتها هي ومبتسمه لي ! انا كنت هموت من الفرحة وفي نفس الوقت من الإحراج وعايز الأرض تنشق وتبلعني. المهم ابتسمت وقامت اعطتني طيارة ورق وقامت جارية ودخلت من باب بيتها … انا بصيت للطائرة الورق وقلت من جوايا ايه الهبل ده؟

يارا: هههههه … مش قادرة اتخيل مدى الإحراج الي انت فيه إنها قفشتك ! بس انا دلوقتى فهمت مدى حبكم انتم الاثنين لعمل الورق الطائرة ليا وانا صغيرة عشان ألعب بيه انا فاكرة وانا صغيره كنت لما كنتم تدهولي وتقعدوا تبتسموا ابتسامات خفيه

الحاج زيزو: {يبتسم الحاج} كنا نعتبر أن الطائرة الورق ديه رمز للحب الأبدي وكنا دايماً نعملها لكي علي اساس ان حبنا لكي أبدي

يارا: ياحبايبي !! وانا لسة محتفظة بواحدة منهم بالذات المعمولة من ورق ملون !

الحاج زيزو: شفتي بقي الطيارة الورق ديه حسينا من ساعتها انها لها سحر غريب عن توصيل المشاعر للشخص الي بتحبيه … ده كان امتى الطياره الملونة ديه؟

يارا: الطائرة الورقية الملونة عملتوها لي حضرتك وتيتا لما كنا بنصيف في مرسي مطروح سنة ٢٠٠٤… واليوم ده انا كنت زعلانة عشان ماما مكانتش موفقة انزل البحر عشان الموج عالي وقعدت اعيط … قمت حضرتك وتيتا عملتو لي طيارة الورق الملون وفرحت بيها اوي وقررت إن أنا احتفظ بيها عشان هركبها واهرب من ماما وهروح انزل البحر.

{ضحك الحاج زيزو}: كنتي عفريتة وانت صغيرة و فكرتيني بأجمل أيام قضيناها في مصيف مرسي مطروح والتمشية على شاطىء الغرام اللي غنت فيه ليلى مراد علي الصخرة ...

{قامت يارا مقاطعة جدها بدأت بالغناء}

يارا: بحب اثنين سوا … يا هنايا في حبهم

الميه والهوا … طول عمري جنبهم

حكايتين في الهواء … مكتوبة في قلبهم

{واستكمل الجد الأغنية: دول للعليل دوي … المية والهوا}

{ضحكت يارا والحاج زيزو وقاطع الأغنية باستكمال قصة حبة}

الحاج زيزو: المهم اكمل لكي باقي القصة

يارا: ايوه كمل يا جدو بعد ما اخدت الطائرة الورق

الحاج زيزو: طلعت البيت جري ،دخلت وقفلت على نفسي الأوضة فضلت متنح شوية للطائرة … قلت لنفسي غير هدومك كده واقعد افحصها بروقان يا واد يا زيزو كأني بالظبط بفحص قنبلة ذرية. لبست البيجاما وقعدت افك الطيارة لحد ما بقت ورقة عادية وفيها كلام ... انا عاجبتني فكرة الجواب الي علي شكل طيارة ورق وخلتني أعجب بجدتك أكثر ! كانت الورقة مكتوب فيها انها بتقدر الجوابات اللي كنت بعتها وأنها معجبة بأسلوب كتابة الجوابات وكمان حددت لي ميعاد نتقابل في جنينة الأسماك يوم ٨ مارس ١٩٦٥ الساعة اثنين ظهراً. شوفي فاكر اليوم ده كأنه امبارح…

يارا: ها وبعدين ايه الى حصل في أول لقاء؟

الحاج زيزو: المهم طبعاً جدك بقي وقف قدام المرايا ساعتين يتشيك ويضبط في نفسه ونزلت وعند باب الجنينة بدأت أتوتر ووصلت في الميعاد بضبط واتقابلنا عند المغارة. أول ما شفتها كأني شفت القمر في عز الظهر. كانت لابسة فستان أحمر وسايبه شعرها وطبعاً انتي عارفة بقى موضة الستينات وقد ايه السيدات كانوا في غاية الأناقة والجمال وابتسمت لي وحسيت انى هيغمى عليا من الفرحة وإن روحي هتطلع بره جسمي. كانت خجولة ووشها فى الأرض وطبعاً زي ما حكيت لك ان جدك لا لية في البنات ولا نيلة ف مكنتش عارف اقول اية ولا اعمل ايه … اول حاجة نزلت عليا اني سألتها عرفتي منين انه انا صاحب الجوابات. ضحكت وقالت لي انها فضلت مراقبة الفكهاني لفتره لحد ما شافت اني انا الي بدي لحمادة فلوس و الجواب عشان يوصله لها. وقالت لي انها كانت تهدد حمادة بأنها تقول لأبيها انه بيعاكسها ويبعت لها جوابات عشان يقول مين صاحب الجوابات ولاكن حمادة لم ينطق بحرف فقررت تراقب المكان … ضحكنا علي أسلوب الجوابات وأعجبت بها أكثر و فضلنا نرغي بالساعات لحد ما اكلنا ودان بعض. بس يا ستى ومن هنا بدأت قصة حبي لجدتك و بعد سنة رحت خطبتها من أبيها وكنت فاكر ان دى النهاية السعيدة ومكنتش اعرف ان دى بداية قصة الحب العظيمة.

يارا: طيب اشمعنا طيارة ورق ليه مش جواب عادي؟

الحاج زيزو: هي شفتها من ناحيتين: الناحية الأولى كانت شايفة ان دي حركه جديدة في بعت الجواب وان ده يشد نظري أكثر من جواب عادي … والناحية الثانية هي أن لو حد من اهلها طلع من الشباك وشافها وهي بتديني الجواب هيحصل مشكلة في البيت وطبعاً الاهل أيام زمان مش زي دلوقتي كانت تبقى مشكلة لو البنت ليها حبيب وكده فقالت أن مثلاً لو حد شافها كأن ديه طيارة ورقية وقعت مني أو من عيل صغير ولا حاجة وبتسألني عنها

{ ترد يارا بضحكة خفيفة} ذكية ولله تيتة

الحاج زيزو: هي كانت لها أفكارها الخاصة وده كان من اكتر الحاجات اللي عجبتني فيها ! وكانت دائماً تحاول تجديد مشاعر الغرام بيننا زي كدة عملية الشمعة الى علي الأكل كنوع من الجو الشاعري بعد تعب وإرهاق الشغل

يارا: ياه يا جدو يا تري في حب زي حبك لي تيتا في الزمن ده وجوابات، عارف انا نفسي اوي الي احبه يبعت لي جواب.

الحاج زيزو: اكيد يا حبيبتي في حب بس انتم جيل دايماً مستعجل وشايل الهم من بدري اوي. عارفة يا يارا انتم مش عايشين سنكم ومش تستمتعوا بالبراءة اللي بتبقي في فترة العشرينات. جيلكم كل الي هامة يبقى عندة كل حاجة في نفس الوقت وتبقي على سنجة عشرة. وعايزين كل حاجة بسرعة !

يارا: عندك حق يا جدو … طيب قل لي ايه اكتر موقف صعب عدي عليك انت وتيتا الله يرحمها؟

الحاج زيزو: والله يا حبيبتي مفتكرش حتى إن أنا وأماني اتخنقنا قبل كده كنا بانين علاقتنا على الحوار

يارا: يعني ايه؟

الحاج زيزو: يعني لما ناخد علي خاطرنا نتكلم على طول لازم يبقى فى لغة حوار ونتكلم عشان منشلش لبعض … هي اخذت على خاطرها تقوم متكلمة والعكس انا برضة كنت بعمل كدة. ولكن عدي موقف صعب عند وفاة أخيها الصغير وهي حست انها كرهت كل شيء في الدنيا وتغيرت لفترة وكانت أكثر عصبية على عكس طبيعتها وفي نفس الوقت كانت حامل في أمك مكنتش بقول حاجة وسايبها عشان الي فيها مكفيها لحد ما ولدت وحياتنا كلها انقلبت الى ساعدة … المهم ان من اهم اسباب النجاح هي أن شريك عمرك يتحملك في أحسن وأسوء حالتك والحقيقة انه جدتك استحملتني برضة كتير.

يارا: عندك حق يا جدو المهم سيبك من الاحزان طيب ايه اجمل لحظة عشتها مع تيتة؟

الحاج زيزو: أجمل لحظة هي أول مرة نسافر فيها مع بعض بعد زواجنا طبعاً والممتع هو اول مره نكون مع بعض في طريق السفر …

يارا: سافرت فين؟

الحاج زيزو: روحنا أسكندرية وهي كانت المصيف المعتاد في الزمن بتاعنا وحجزنا في فندق فلسطين جنب قصر المنتزه المهم عملنا التحضيرات وكمان اهم حاجة في طريق السفر السندوتشات {يقولها الحاج بنبرة ضاحكة} … وطلعنا علي الطريق وفضلنا نغني بقي أغاني الست وقمة الرومانسية لحد يا ستي ما العربية عطلت…

يارا: طيب وده ازاي احلى لحظة عشتها؟

الحاج زيزو: هقولك يا ستى طبعاً أيام زمان ولا كان في بقي موبايلات ولا أي حاجة خالص تنقذنا وكل الي نزل علينا ان احنا فضلنا نضحك وقعدنا وحاولنا نوقف أي عربية بس طبعاً محدش كان بيقف … قمنا قعدنا نتصور ونضحك ونغني لحد ما ربنا يفرجها !

يارا: ياعيني عليكم ده السفر خرب تماماً

الحاج زيزو: ولا خرب ولا حاجة … احنا فضلنا مستنين الفرج والضلمة جت وهنا جت أجمل لحظة في حياتي… كنا في وسط الصحراء وطبعاً ولا في عمدان نور ولا أي حاجة وقعدنا أنا وأماني على كبوت العربية فى احضان بعض اتفرجنا علي النجوم لحد ما جت عربية نقل و ساعدتنا ووصلنا الاسكندرية.

{قام الحاج زيزو واتجه ناحية البوفيه وفتح الدرج وجلب ألبوم به صور هذه الرحلة وأخذ ألبوم الصور وجلس علي السجادة}

الحاج زيزو {ينادي يارا}: تعالي يا يارا افرجك علي صور أجمل لحظة مع جدتك

{اتجهت يارا نحو جدها وجلست بجواره واطلعت على الصور الموجودة داخل الألبوم}

يارا: ياه يا جدو! شكلكم ناس تانيه خالص ! تيتة كانت زي القمر وانت وسيم جداً ولكن لبس السيتينات جبار أيه القميص ده {وانفجرت ضاحكة}

الحاج زيزو: اهو ديه كانت الموضة بقي يا بنتي كان لازم القمصان تبقي بالشكل ده وكلها زخرفة وشفتي جدك شعره كان كامل ازاي ياااااه ياليت لو الشباب يعود يوماً كانت احلى أيام …

يارا: يا جدو كنت وسيم قوي ولو انا كنت موجودة في الأيام ديه، أكيد كنت هحاول أخطفك من تيتة !

{لم يرد الحاج زيزو وشرد بأفكاره لبعيد ويبدو على ملامحه الحزن لاحظت يارا وهي تقلب في الصور}

يارا: يا جدو ايه رحت فين ؟

الحاج زيزو: ولا حاجة يا حبيبتي بس كنت بفكر أن يمكن اصعب موقف هو لما سابتني ! {يقولها الحاج بنبرة حزن} حسيت اني زعلان منها اوي ان ازاي تسيبني وفجأة… طبعاً ده القضاء ملناش حكم فية ومن ساعتها وانا استسلمت للعزلة.

يارا: طبعاً يا جدو وده مكتوب لكل البشر انا عارفة انك عندك حزن شديد من بعد فراقها بس مينفعش تفضل عازل نفسك عن العالم، لازم تنزل وتشوف الناس وتفك من الجو الي انت فيه وربنا حتي رزق الإنسان بنعمة النسيان عشان نقدر نعيش.

الحاج زيزو: مبقاش ليا نفس يا حبيبتي هي كانت النور و الحياة بالنسبة ليا، وجربت انزل وامشي بس مقدرتش لإن كل حاجة بتفكرنى بيها. كنا بنعمل كل حاجة مع بعض وكل مكان بروحة فيه روحها.

يارا: طبعاً انا مقدرة شعورك بس لازم تخرج من العزلة وهي حتي مش هتبقي مبسوطة من الي انت عامله في نفسك ده ! انت ٢٤ ساعة قاعد في البيت حتى طلباتك بتطلبها بالتليفون الأرضي الذي انقرض ومحدش بقي يستخدمه.

الحاج زيزو: تفتكري هي حاسة بي؟

يارا: طبعاً وكمان اكيد هتبقي مبسوطة لما تلاقيك مبسوط لكن كده مش صح لا عليك ولا ليها ولا يرضيك تبقى هيا بقي زعلانة؟

الحاج زيزو: انا خلاص راحت عليا ومرتاح في البعد عن الناس والعزلة هي الي بقت تريحني … يلا ناكل السندوتشات الجميلة اللى انتى جيباها.

يارا: يالا بينا، مع إن ده هروب من الكلام بس انا هعديها المرا دي !

ابتسم الحاج زيزو لا هروب ولا حاجة انا جعت ولا يرضيكي اقعد جعان يعني؟

يارا: لاطبعاً مقدرش اقعدك جعان يا حبيبي!

{تقوم يارا والجد و يتجهون ليجلسو على المنضدة وامامه الترابيزة ،عليها السندويتشات والأطباق، تضع يارا الاكل لجدها ويقومون بأخذ أول قضمة من الأكل}

يارا: ياااه ! ده احنا شكلنا طولنا في الرغي اوي ! الاكل برد جداً … استني يا جدو انا هقوم اسخن الاكل.

الحاج زيزو: لا يا حبيبتي مش مشكلة طعم الاكل حلو خليكي قاعده !

يارا: لا يا جدو ده مش هياخد ثواني ومينفعش أكلك الأكل ساقع

الحاج زيزو: طيب ماشي يا حبيبتي على راحتك …

{تأخذ يارا الإطباق وتتجه إلى المطبخ لتسخين الطعام ويظل الحاج زيزو جالس علي المنضدة ويفتح التلفاز من جديد ليسلي نفسه هو وحفيدته يارا أثناء تناول العشاء يحاول نسيان الألم الذي تركته حبيبة العمر بعد وفاتها}.

النهاية.

80 views2 comments

Recent Posts

See All

The Elevator - by Noran Alaa Morsi

CHARACTERS Lama - 22 year old college student Sara - Lama’s single mother. 48 years old Hamed - Sara’s brother. 40 years old Mohamed - 23 year old college student OFFSTAGE Youssef - Lama’s 14 year old

الشرفة - by Martina Ashraf and Amira El Shourbagy

بقلم اميره الشوربجي و السجارة و مارتينا اشرف و الجيتار المكان شرفة شقة مطلة علي شارع الزمان الزمن الاسود الي احنا عايشين فيه الشخصيات ب: فتاة في العشرين م: ام مصريه طحن اخ: شاب (صباح او مساء مش فارقه)

bottom of page