المكان: بلكونة كبيرة لشقة ف الطابق التالت (اخر طابق)
الزمان: صباح يوم جمعة، مارس ٢٠٢٠
الاشخاص:
· سارة زوجة و أم ف ال٣٠ من عمرها
· سليم ابنها، اربع سنين
· هنّا بنتها، سنة
· الجد
· الجدة
المشهد: سارة جالسة علي كرسي ف البلكونة، هنا تلعب بجانبها و سليم يلعب بطائرة ورقية. الشارع خالي تماما في يوم جمعة هادئ عدا سيارة واحدة امام البيت.
باب السيارة يفتح و يظهر الجد و الجدة:
سليم يهلل: تيتة و جدو جم هييييه، انا هفتح الباب (و يجري عند الباب و يفتحه)
هنّا سعيده و تتنطط فرحا بروئية تيتة..
يدخل الجد و الجدة و يعانقون ماما و الاولاد
سارة: آخيرا جيتولي، محسسني اني ساكنة ف اخر الدنيا مع اني علي بعد نص ساعة من عندكو
الجدة: يا حبيبي ما انتي بتجيلنا كل يوم جمعة، كده اسهل عشان ابوكي ميطلعش السلم
سارة: يا سلام، ماهو پاپي بيفط جري علي المستشفي لو جاتله حالة ولادة و يسافر ساعة بس عشان ميسيبش حالة كانت متابعة معاه. و انتي مقضيا حياتك بين العياده و المستشفي و بتقعدي جمب الحالة ٢٤ ساعة لحد ما تولد! جيتوعليا انا بقة و تكسلو تنزلو؟؟
سارة تنظر ل سليم: امسك حبل الطيارة كويس يا ليمو عشان متقعش ف الشارع..
سارة ل جدو: خد يا جدو شيل هنّا لحد ما احط الاكل. انا عملالك مكرونة ب صوص من اختراعي
الجد: ليه كده بس يا سرسور متخلينا بصحتنا احسن، مش ناقصة وجع بطن..(و يضحك بحب وسخرية)
سارة: (تضحك) بس يا بابي و الله هتاكل و تدعيلي..
سارة تداعب هنّا و الجد شايلها: يلا يا ننا ادي جدو بوسة (هنا تقبل الجد)
الجد: الله علي البوسة العسل دي، اهو انا جي مخصوص عشان اخد الحضن و البوسة دول.
سارة: اهم دول بقة مفيش فيستايم يقدر يعوضك عنهم...الحمد لله اننا رجعنا من المانيا، كان نفسي طول االاربع سنسن اللي فاتو اخليكو تعيشو معايا الذ سن للاولاد..
الجدة (و هي تساعد سارة ف اعداد السفرة): حبيبتي، الحمد لله ان في انترنت يخلينا نقدر نشوف الاولاد...غير كده مكنوش حتي هيعرفو شكلنا. المهم بقة تخديهم كتير عند اهل جوزك اللي ملهمش ف التكنولوچيا و مش هيعرفو يفتحو ولا فيس تايم ولا غيره. لازم تعودي الولاد يودو اهلهم و يزوروهم ب استمرار.
سارة: حاضر يا مامي هحاول و الله بس الايام بتجري ف الشغل و المدارس و التمارين، انتي عارفة..
الجد (يقطع حوار سارة و الجدة): الاكل برد، انا مش هستناكو لحد ما تخلصو رغي. (و يتجة الاب للطاولة للجلوس ويبدآ بأكل مكرونة ب صوص ابيض)
الجدة و سارة يذهبان للجلوس و سبدأون ف الاكل.
الجدة ل سارة(تسططعم): عملتيها ازاي دي يا سارة، حلوة بس مختلفة عن بتعتي
الجد: اقولك انا، اكيد ف الاول باعتها و باعدين حطتها ف الفريزر و طلعتها عشان تسيح..(ينظر بسخرية لابنته و يضحك وهو يأكل)
سارة: بضحك و كسوف: يا بابي بقة، انت عمرك ما هتنسالي الماضي بتاعي (و تضحك)... مين يقول اني بعد كل الحب بتاع الطفولة لتقليد برامج الطبخ، و يطلع اخري يوم ما اطبخ مكرونة ب صوص مختلف شوية، آعمل عليها فرح و عزومة...امال لما اطبخ خروف هعمل ايه...(يضحك الجميع)
الجدة: لا بجد يا سارة حلوة، المفروض تبدأي بقة تعزمي حماكي و حماتك و اصحابك انتي و جوزك و تقوي علاقاتك بالناس شوية. بلاش تنسي تحافظي علي الناس اللي بيحبوكي و انت عازلة نفسك ف روتين حياتك كده...لازم توديهم و يودوكي يا بنتي عشان حياتك يبقي فيها ونس...
سارة: يا مامي هما هيروحو فين يعني، مهم موجودين كل واحد مشغول ف حياته بردو. ان شاء الله نفضي نتنفس بس و بعدين ابقي افكر اعزمهم او ارتب خروجة..
سارة للجد: علي فكرة يا بابي، عندي ليك مفاجأه، انا صلاحتلك الشمعدان الانت بتحبو و كان اتكسر من سنة و انا وعذتك اصلحهولك...فاكرو؟ (سارة تخفض صوتها من الكسوف عند كلمة ٦ شهور) و حطتلك فيه شامعة كمان (تغمز بعينيها محاولة تهريج)
الجد: يا شيخة....طب و الله فيكي الخير (يبتسم ناظرا للارض ثم ل سارة)، بدام صلحتيه بعد سنة، يبقي ان شاء الله تشوفي صحابك و توديهم علي فرح سليم ابنك كده...المهم ساعتها شمعة حبهم ليكي متكنش انطفت...
سارة: يا بابي بقة، حاضر حاضر و الله هعمل كل ده اول ما....ما...(و تُفزع سارة و تنتفض من صوت سليم يناديها...ماما...ماما...ماما...ماما...بصي تيتة و جدو نزلو من العربية..)
و يختفي الجد الجدة من البلكونة و يضهرون جانب باب سارة ف الشارع...
الجدة ف الشارع تشاور ل سارة علي الموبايل و الجد يشاور ل سليم علي بعد
تمسك سارة موبيلها الذي تفوجئ انه صامت...و ترد علي الجدة..
الجدة: آيه يا بنتي مبترديش لية انا كلمتك عشرين مرة و انتي قاعدة ف البلكونة سرحانة
سارة: سوري يا مامي، الموبايل كان سيلنت، اطلعي يلا
الجدة: لا يا حبيبتي مانا قلتلك من قبل ماجي مش هينفع، انا سبتلك الحاجات علي الباب و قلت اشوف الولاد بسرعة كده
سارة: مامي مامي، متخدوش الموضوع قفش قوي كده، اعتبريني حالة ولاده و اطلعي عشان انتو وحشتونا قوي
الجدة: مش هينفع و الله يا حبيبي، ربنا يعلم انتي و الولاد وحشتوني قد ايه، بس انا خايفة عليكو اكون لقطت حاجة من المستشفي..
سارة: يعني احنا هنفضل كده لحد امتي يا مامي؟؟ انا عايزة احضنك و ابوسك!!
الجدة: لحد ما يقولو خلاص يا حبيبتي و ربنا يفرجها علينا و يتفك عزلنا ده...انا لازم امشي دلوقتي عشان عندي حالة ولادة راحت المستشفي...خلي بالك من نفسك و من الولاد..
سارة (في بكاء مكتوم): و انت كمان يا مامي..
سليم بصت عالي: باااااي تيتة...
نهاية المشهد..
Comments